الأربعاء، 4 مارس 2009

شوكة في خاصرة رجل التعليم

. الأربعاء، 4 مارس 2009

حمل الميثاق الوطني للتربية والتكوين مشروعا إيجابيا، غايته الرفع من الجودة...،واعتبر رجل التعليم الآلة المنفذة لهذا الحلم الأخضر،ومن الأحلام التي أثارتني أثناء الاطلاع عليه المسالة التي ربطت بين نجاح المتعلم ونقطة الاستحقاق، والمحددة في عشرة من عشرين،كان الأمر مجرد كذبة سوداء، وعنوانا من العناوين التي احتلت

مكانها ضمن طابور المنسيات في رفوف الضياع...،لتبقى الخريطة المدرسية هي المحدد الأول والأخير للنجاح من مستوى إلى آخر، خريطة تحددها الجهات النيابية تحت وصاية وزارية، وقد تصل أحيانا إلى ما يتجاوز تسعين بالمائة في بعض المستويات، في حين يبقى المقوم الأول لأعمال المتعلمين كائنا لاحول له ولاقوة،يتخبط في سلبية القرار وتأنيب الضمير. مع العلم إن المتعلم في حقب ماضية كان مجبرا على تحقيق الاستحقاق أو ما يفوق ليضمن مقعدا في الموسم القادم، هذه العتبة فرضت عليه نوعا من الاجتهاد والمنافسة المصحوبين بضرورة احترام السلطة المعرفية والرمزية للمدرس....
اليوم اقتنع المتعلم في العديد من الصفوف خصوصا الابتدائي والإعدادي أن مقعد السنة القادمة مضمون، اجتهد أو لم يجتهد ضمن نسبة مئوية تتجاوز التسعين بالمائة، الأمر الذي قتل لديه روح الاجتهاد والتنافس، وانعكس ذلك سلبا على مستواه الذي صار يتراجع يوما بعد يوم، وسنة بعد سنة حتى صرنا نسمع وللأسف عن طلبة في الثانوي وأحيانا الجامعة يعجزون عن كتابة طلبات سليمة، وغيرها من الأمور المؤسفة... ،من زاوية أخرى كانت هذه الوضعية سببا في تفشي ضروب الإحباط بين صفوف رجال التعليم، صاروا يرون أنفسهم من غير فاعلية، ضاعت سلطتهم المعرفية...، متفرجون على حمق الخريطة المدرسية في مداولات نهاية السنة...، يتألمون حينما تمسخ مجهوداتهم، ويهانون حين يشار إليهم بالأصابع البلهاء على اعتبار أنهم السبب فيما آلت إليه أوضاع المدرسة المغربية اليوم.
لقد جرد رجل التعليم اليوم من عديد الصلاحيا ت والآليات ودفع به أعزل إلى معركة قاطرة التنمية...،إنها حقا مؤامرة قاسية، وشوكة دامية في خاصرة رجل التعليم........
Article :
http://www.dafatir.com/vb/showthread.php?t=69503

0 commentaires: