الخميس، 5 فبراير 2009

أعمال CEPEC حول الكفايات

. الخميس، 5 فبراير 2009



 الموقع التربوي و التعليمي المغربي

 أصبحت أعمال مركز الدراسات البيداغوجية للتجريب والإرشاد Centre d'Etudes Pédagogiques pour l'Expérimentation et le Conseil, CEPEC. محط اهتمام المشتغلين بمجال التربية والتكوين, وذلك لكون هذا المركز يقدم تصورا متكاملا للاشتغال بالكفايات في التعليم، ويشكل نموذجا قائما بذاته ضمن منظور التدريس الهادف. انطلقت اشغال هذا المركز منذ سنة1976 في فرنسا، بالبحث في مجال التكوين، سواء بالنسبة للتلاميذ أو بالنسبة للراشدين، مع التركيز على بعض المكونات وخاصة حدوث التعلم والتقويم وتنظيم التكوين.

وسيصدر المركز كتابا مرجعيا من تأليف جماعي وتحت إشراف بيير جيلي سنة 1994 تحت عنوان : "بناء التكوين: أدوات للمدرسين والمكونين" "Construire la formation :Outils pour les enseignants et les formateurs " وسنعمل على تقديم تصوره بشكل مركز، على النحو التالي:

تعرف الكفاية كنسق من المعارف المفاهيمية والمهارية (العملية) والتي تنتظم على شكل خطاطات إجرائية تمكن داخل فئة من الوضعيات (المواقف) من التعرف على المهمة – مشكلة وحلها بإنجاز (أداء) performance ملائم.

وانطلاقا من هذا التعريف يمكن استخلاص جملة من الخصائص التي تميز الكفايات:

إن الحديث عن الكفايات يتضمن الحديث عن الوضعيات Situation والتي ليست سوى التقاء عدد من الشروط والظروف. إن الوضعية حسب هذا التصور، تطرح إشكالا عندما تجعل الفرد أمام مهمة عليه أن ينجزها، مهمة لا يتحكم في كل مكوناتها وخطواتها، وهكذا يطرح التعلم كمهمة تشكل تحديا معرفيا للمتعلم، بحيث يشكل مجموع القدرات والمعارف الضرورية لمواجهة الوضعية وحل الإشكال، ما يعرف بالكفايات.

إن التعريف الواضح للكفاية يساعد على اختيار المعارف بمراعاة الوضعيات الديداكتيكية والمهنية...التي تنطبق عليها. إن للكفايات طابع شمولي ومدمج: مادامت تجند المعارف والمهارات من مستويات مختلفة للاستجابة لطلب اجتماعي خارج عن منطق تطورها الداخلي. إن الكفايات تحدد الوسائل البعيدة المدى للتكوين، وهي بالتالي محطات نهائية لسلك دراسي أو تكويني أو لفترة تدريبية.

أما عن كيفية بناء البرامج في مختلف المواد الدراسية باعتماد مدخل الكفايات، فينطلق تصورCEPEC من ضرورة التعرف في كل مادة دراسية، على المعارف والمهارات الأساسية(المفاتيح) وضرورة التعرف على المبادئ المنظمة والتي ستتمحور حول المفاهيم وقواعد العمل. وحول تلك المعارف والمهارات والمفاتيح تنتظم المفاهيم وتكتسب معناها، بحيث تشكل المعاني العقلية للمادة الدراسية. ومن هنا يكمن تنظيم البرامج، ليس بمنطق وصفي استعراضي ولكن بمنطق حل المشاكل وانجاز المهمات. ويكون من الضروري بالتالي، تنظيم تدرج المحتويات حول كفايات محددة انطلاقا من تلك المعارف المفاتيح(المحاور)، وهذه الكفايات ينظر إليها على أنها إجابات عن وضعيات – مشاكل تتألف منها المواد الدراسية.

ومن خصائص الكفايات حسب هذا التصور، أنها وإن كانت غير قابلة للملاحظة في حد ذاتها باعتبارها قدرات داخلية، فإننا نستدل على توفرها وعلى تحققها لدى المتعلم بالإنجازات (الأداءات) التي يتفوق فيها، وبالتالي فإن تقويمنا للحصيلة النهائية سيستند على مدى تحقق هذه المنجزات.

ومن خصائص الكفاية أيضا حسب هذا التصور، قابليتها للنمو والإغتناء بما يكتسبه المتعلم من قدرات معرفية ووجدانية وحسية حركية. بحيث تصير هذه القدرات هي المغدي الأساسي للكفايات.

 خصائص أخرى تميز الكفايات حسب CEPEC

أولا، إ، الكفاية محطة نهائية Terminale لسلك دراسي أو لمرحلة أو لتكوين.

وثانيا، إنها شاملة Globale ومدمجة Intergatrice أي تقتضي اكتساب تعلمات في المجالات الثلاثة التالية:

المعرفي، الوجداني، الحسي، الحركي. حسب أهميتها للاستجابة للحاجيات الاجتماعية.

وأخيرا، فإن الكفاية يمكن حصرها وتقييمها انطلاقا من سلوكات قابلة للملاحظة في وضعية ما، وذلك من خلال المؤشرات ومعايير التقويم ، أي من خلال ما يقوم به الفرد من إنجازات والتي تصير مؤشرا على حصول الكفاية وتحققها وتصلح في نفس الوقت كمعيار للحكم عليه.

مثال: فإذا حددنا بالنسبة لطالب- أستاذ (أستاذ متدرب) مثلا، الكفاية التالية:

"إعداد وإنجاز في قسم للتطبيق، حصة مبنية على الأهداف في مجال تخصصه"

فإننا سنجد الخصائص الأساسية التالية:

- مهمة منظمة في فئة من الوضعيات: إعداد في قسم للتطبيق ، حصة في مجال تخصصه.

- الطابع النهائي: في نهاية التكوين وعند الالتحاق بالمهنة .

- خاصية الشمولية: سواء كانت معرفية (معرفة المادة والمنهجية) أو وجدانية (العلاقة مع الجماعة) أو حسية حركية ( راحة جسمية، إيقاع صوتي) في علاقة مع الطلب الاجتماعي.

- طابع القابلية للتقويم من خلال المعبيير التالية:

o معاير المجال المعرفي : يقدم المدرس الهدف من الدرس، بحيث يرده إلى كفاية في طور الاكتساب، وينظم وضعية تعليمية ملائمة للهدف. ويعيد الصياغة قبل الإجابة عن السؤال الذي يطرحه التلميذ الذي وجد صعوبة. ويشترك المدرس جميع التلاميذ في تقويم أعمالهم.

o معيار المجال الوجداني: يحافظ على العلاقة مع القسم بفضل أسئلة تثير التفكير وتحفز على البحث.

o معيار المجال الحسي-الحركي: يتحرك بطريقة تمكنه بواسطة الرؤيا، من اتصال مستمر بمجموعة القسم. 


0 commentaires: